حكايات أوروبا #4 | لعنة غوتمان على بنفيكا

"من الآن ولمدة مائة عام لن يُصبح بنفيكا بطلًا أوروبيًا"
يعتبر بيلا غوتمان واحدًا من أبرز المدربين في تاريخ كرة القدم، حيث قدم مستويات رائعة رفقة ميلان الإيطالي، ولكنه تعرض للاقالة فجأة من قبل إدارة النادي .
بعد ذلك، قرر غوتمان الذهاب إلى البرازيل لتدريب نادي ساو باولو البرازيلي وقدم مستويات أيضاً رائعة ونشر طريقة لعب 4-2-4 التي استخدمتها البرازيل في كأس العالم عام 1958، والتي ساعدت البرازيل في الفوز بالبطولة. ولذلك، اعتبر البعض أن غوتمان له فضل في فوز البرازيل بكأس العالم .
وفي عام 1958، قرر غوتمان الذهاب لتدريب نادي بورتو البرتغالي، حيث نجح في الحصول على لقب الدوري في عامه الأول، بعدما كان نادي بنفيكا متقدمًا بفارق خمس نقاط .
الأنظار بدأت تتجه نحوه ،، المدرب المجري المغمور الذي حقق الدوري في عامه الأول !
أداره نادي بنفيكا قررت التعاقد مع بيلا غوتمان لتدريب الفريق ومنحه كافة الصلاحيات لإبرام الصفقات التي يريدها. ولكن كانت بداية غوتمان غريبة جدًا، حيث استغنى عن ما يقرب من العشرين لاعبًا وقام بتصعيد لاعبين مميزين من فرق الشباب، على الرغم من إعلان إدارة النادي في ذلك الوقت عن قدرتها على التعاقد مع أي لاعب.
وقد اثارت هذه الخطوة جدلاً كبيراً في الوسط الرياضي، إذ كان من الصعب تفسير سبب هذا الاستغناء عن عدد كبير من اللاعبين المميزين في الفريق، ولكن بعد مرور فترة من الزمن، بدأت الخطة الجديدة لغوتمان في إثمار ثمارها، حيث حقق نادي بنفيكا العديد من الانجازات وكانت النتائج خُرافية، فالفوز ببطولتي دوري مُتتاليتين 1960 & 1961 وكأسين لدوري أبطال أوروبا في 1961 & 1962، وإنهاء سيطرة دامت لخمس سنوات مُتتالية لريال مدريد وجيله الذهبي الذي هزمه في نهائي 1962 بخمسة أهداف مُقابل ثلاثة بقيادة المُعجزة إيزيبيو.
الجميع توقع أن الأفضل لم يأتِ بعد، وأن جوتمان سيستمر طويلًا في بنفيكا ليُحقق المزيد، ولكن حدث ما لم يتمنه أحد.
المدرب المجري لديه تراكمات قديمة بداخله ما حدث معه في ميلان زرع لديه أزمة ثقة بينه وبين إدارات الأندية، جوتمان كان ينتظر تقديرًا مناسبًا لما فعله مع النادي، ذهب للإدارة وطلب زيادة راتبه والحصول على مكافآت نتيجة لتحقيقه إنجازًا تاريخيًّا، ولكنه قوبل برد فعل غير مُتوقع وبارد من إدارة بنفيكا برفض طلبه، لتكون الصدمة للمدرب المجري
# "ما قمت به معكم لم يكن عاديًا أنا بنيت هذا الفريق .. أنا وضعتكم على القمة، جعلت الجميع يتحدث عن هذا النادي ما هذا البرود الذي تتعاملون به؟"
ليقول تهديده الشهير "من الآن ولمدة مائة عام لن يُصبح بنفيكا بطلًا أوروبيًا" ويطلق نذير الشؤم الذي ظل يلهث خلف قميص بنفيكا في كُل كأس أوروبية.
وبدأت المُعاناة
وصلت بنفكيا لنهائي دوري أبطال أوروبا للعام الثالث علي التوالي، فبدأت الجماهير تسخر من غوتمان وتصريحه خصوصاً وأن الفريق أنهى الشوط الأول متقدماً على ميلان العريق قبل أن يعود النادي الإيطالي لقلب الطاولة وتحقيق الفوز في الشوط الثاني من المباراة .
بدأ الشك يتسرب لمعظم من لهم علاقة بنادي العاصمة !!
وزادت الشكوت حين وصل الفريق مرة أخري لنهائي البطولة عام 1965 أمام أنتر ميلان، وهُزم بهدف نظيف !
هل حلّت اللعنة حقًا علينا ؟! لسان حال الجميع في بنفيكا، هكذا كانت تساور الشكوك جماهير بنفيكا ولاعبيه وبالطبع إدارته ! وفي نهائي دوري أبطال أوروبا عام 1968 كانت الضربة القاضية لجمهور بنفيكا الذي اقتنع فعلًا أن هناك لعنة يصعب التغلب عليها حيث خسر الفريق النهائي الثالث في ظرف ستة سنوات أمام مانشستر يونايتد برباعية مقابل هدف !
ولم يقتصر الامر فقط علي بطولة دوري أبطال أوروبا، حيث خسرت بنفكيا نهائي الدوري الاوروبي عام 1983 أمام أندرلخت البلجيكي، وفي عام 1988 خسروا نهائي دوري أبطال أوروبا أمام أيندهوفن الهولندي بركلات الجزاء لا يعلم مشجعو بنفيكا ماذا يفعلون لإنهاء كُل هذا؟ وحين تأهل الفريق لنهائي 1990 ذهب أسطورة الفريق أوزيبيو للصلاة أمام قبر غوتمان من أجل طرد اللعنة إلا أن ذلك لم يحل اللعنة وخسروا المباراة أمام ميلان بهدف نظيف !
ثم أبتعد الفريق عن النهائيات لفترة طويلة جداً، الا ان أتي المدرب الرائع جورجي جيسوس وفي موسم 2012-2013 وصل لنهائي الدوري الأوروبي أمام تشيلسي، حينها قامت إدارة بنفيكا ببناء تمثال لجوتمان وهو يحمل كأسي أوروبا في مدخل النادي لعله يصفح عنهم ولكن بلا فائدة وخسر الفريق في الدقائق الاخيرة بهدفين مقابل هدف وسط حسرة الجميع في البرتغال .
ولم يكن الامر مفأجاه حين خسر الفريق في الموسم التالي أمام أشبيليه بركلات الجزاء 4-2 نهائي الدوري الاوروبي !
8 نهائيات أوروبية منها 5 لدوري الأبطال و3 للدوري الأوروبي خسرها بنفيكا في 61 عامًا، هل سيتوجب عليهم الانتظار أكثر؟ أم عليهم الانتظار حتي عام 2062 لفك اللعنة !
" الخوف من الفشل يزيد من أحتماليه حدوثه، كل نهائي يدخله لاعبي بنفكيا وهم يفكرون في كلمات جوتمان تجعلهم يخسروا اللقاء قبل صافرة البداية، أذا أستطاع المدرب واللاعيبن في الـ8 نهائيات يفكروا في اللقاء فقط ونقاط ضعف الخصوم والتركيز لمدة 90 دقيقة لما أحتاجوا أن يترجوا جوتمان قبل كل نهائي ويلعنوه بعده. "